بـ”هاكاثون جادة 30″.. فريق جامعة جدة يبتكر مشروعًا لإعادة تدوير المنتجات بالذكاء الاصطناعي
حقق فريق كلية الأعمال بجامعة جدة المركز الثاني في مسابقة “هاكاثون جادة 30” التي أقيمت في مدينة جدة، وذلك بعد أن قدم مشروعًا مبتكرًا في مجال الخدمات اللوجستية العكسية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. ضم الفريق الفائز كل من الدكتور فهد الفارسي، والدكتور محمد الشهري، والدكتور عبدالعزيز العتيبي، الذين تمكنوا من التميز بين أكثر من 300 فكرة إبداعية تم طرحها خلال الفعالية التي استمرت على مدى أربعة أيام.
تحديات اللوجستيات العكسيةوأوضح الدكتور “فهد خضير الفارسي”، الأستاذ المساعد في إدارة العمليات وسلاسل الإمداد ورئيس الفريق، في تصريح خاص لـ “اليوم”، أن المشروع الذي حمل اسم (Green Enabler) يتمحور حول تطوير حل مبتكر ومستدام يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحسين عمليات اللوجستيات العكسية، وهي العمليات المتعلقة بإعادة المنتجات إلى مصدرها الأصلي من أجل إعادة استخدامها أو تدويرها.
وأكد الدكتور الفارسي أن هذه العمليات تواجه تحديات كبيرة، لا سيما فيما يتعلق بتحقيق اقتصاديات الحجم التي تتمتع بها اللوجستيات التقليدية (الأمامية)، وذلك بسبب تنوع مصادر المنتجات المرتجعة وعدم استقرار الكميات التي يتم جمعها. ومن هذا المنطلق، يسعى المشروع إلى معالجة هذه التحديات من خلال تصميم نظام متكامل يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين عمليات جمع وتوحيد المنتجات المرتجعة، مما يعزز الكفاءة التشغيلية ويخفض التكاليف المرتبطة بالعملية.تحفيز الاستدامة البيئيةوأشار الدكتور الفارسي إلى أن المشروع يقدم حوافز مبتكرة تشجع الأفراد والمؤسسات على المشاركة الفعالة في عمليات إعادة التدوير، وذلك من خلال برامج توعوية وحوافز تشجيعية تسهم في زيادة الوعي بأهمية الاستدامة البيئية. وأضاف أن المشروع يعالج العديد من التحديات الهامة، من بينها تقليل الأثر البيئي الناتج عن عدم إعادة تدوير المنتجات بشكل فعال، وكذلك معالجة مشكلة قلة المشاركة المجتمعية في عمليات إعادة التدوير بسبب نقص الوعي أو عدم وجود حوافز واضحة. كما يعمل المشروع على تقليل التكاليف المرتبطة بالعمليات اللوجستية العكسية من خلال استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين كفاءة العمليات.
وأكد الدكتور الفارسي أن المشروع لا يقتصر فقط على تحسين الكفاءة التشغيلية وتوفير التكاليف، بل يسعى أيضًا إلى تشجيع المشاركة المجتمعية والمؤسسية من خلال تقديم نظام متكامل يشمل حوافز مادية ومعنوية للأفراد والمؤسسات التي تساهم في إعادة التدوير. وأوضح أن هذه الحوافز قد تتضمن خصومات مالية، نقاط مكافآت، أو حتى تقارير عن التأثير البيئي لمساهماتهم، مما يعزز من التزامهم بعمليات التدوير.إعادة تدوير المنتجاتكما أشار الدكتور الفارسي إلى أن المشروع يتميز بابتكار تقني يعزز من تطبيق التكنولوجيا الحديثة في إعادة المنتجات بعد استخدامها، حيث يتم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات في الوقت الفعلي، وتقديم رؤى قابلة للتنفيذ لتحسين العمليات. وأكد أن هذا الابتكار يمكن أن يكون نموذجًا يحتذى به في مجالات أخرى لإدارة تدوير المنتجات.
وأضاف أن المشروع يتمتع بمستوى عالٍ من الشفافية والتخصيص، حيث يوفر واجهات استخدام بسيطة وشفافة تمكن المستخدمين من تتبع تأثير جهودهم في إعادة التدوير بشكل مباشر، مما يعزز من ثقة المستخدمين في النظام ويحفزهم على الاستمرار في المشاركة. وأكد الدكتور الفارسي أن المشروع يمتلك قدرة كبيرة على التوسع ليشمل جمع المواد القابلة للتدوير من الأفراد بالإضافة إلى المؤسسات، كما يمكن أن يقدم خدمات إضافية تتعلق باللوجستيات العكسية مثل إرجاع المنتجات وإصلاحها واستبدالها.
وشهد “هاكاثون جادة 30” مشاركة واسعة من أكثر من 1200 مسجل، حيث تنافست الفرق المشاركة في تقديم حلول مبتكرة تخدم مختلف المجالات. وقد تضمن الحدث العديد من الورش والجلسات الإرشادية التي أسهمت في تعزيز الأفكار وتحقيق نتائج مميزة. وفي ختام الفعالية، تم تكريم الفرق الفائزة بالمراكز الثلاثة الأولى من قبل مدير إقليم المنطقة الغربية لبنك التنمية الاجتماعية، حيث حصل الفائزون على جوائز مجموعها 100 ألف ريال.